قائمة المدونات الإلكترونية

مجموعات Google
اشتراك في افلام - صور - مقاطع بلوتوث - رقص خليجى
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

المتابعون

إحصـائيــــات

free counters

انتهى الدرس يا غبي!!

الرئيسية » كتابات » انتهى الدرس يا غبي!!
انتهى الدرس يا غبي!!




مروان الغفوريthoyazan@yahoo.com
بينما الدنيا تستعد للعام 2011 كان حزب «مبارك» يفوز بنسبة 95 بالمائة من أصوات الناخبين. وبرغم هذه النسبة الاستثنائية، التي لا يمكن أن يحصدها حزبٌ من الملائكة، إلا أن حزب مبارك أصبح بلا مقرّات حزبية. لقد أكلتها النيران قبل انتهاء أول دورة برلمانية لهذا الحزب، وبدا من الصعب افتراض أن ما فعل كل هذا هو تلك الـ5 بالمائة التي لم تصوت للحزب الحاكم. لقد كان مبارك يغط في موتٍ عميق، برغم تأكيده مؤخراً أنه «يعي» مطالب شعبه. ففي مدينة الأحلام، شرم الشيخ، حيث الشعب المرجانية والهواء الصافي والشوارع التي تعجّ بالأنوثة الروسية المفزعة، في هذه المدينة التي تقع في قارة آسيا ينام الرئيس مبارك منذ سنوات طويلة بعيداً عن عاصمته الأفريقية «القاهرة» بمسافة ست ساعات بالسيارة. لقد كان واضحاً أن كل ما «يعيه» مبارك عن أحوال جمهورية مصر العربية هو ما يريد أن يسمعه لا ما يجري فيها.

الوريث الطموح ، جمال، أحاط نفسه بمجموعة انتهازية عديمة الخبرة والرؤية والأخلاق. شكلت هذه الجماعة منتدى للمستقبل، ولجنة للسياسات وفكراً جديداً – طبقاً للطبعات المتكرّرة لهذه الجماعة. استطاعت هذه الجماعة أن تفوز بنسبة 100 بالمائة في الانتخابات النصفية لمجلس الشورى، ثم 95 بالمائة في مجلس الشعب، وأن تحوز أكثر من 80 بالمائة من الناتج القومي السنوي، مبقية 20 بالمائة من الناتج السنوي لثمانين مليون نسمة. إن معامل جينيالذي يفهمه خبراء الاقتصاد الحديث جيداً كان يقترب من الصفر، وهو ما يعني ذهاب الناتج القومي لـ«قلّة مندسة» تاركاً للكارثة فرصة الكلام والفعل. الأسعار، من جهتها، كانت تصعد على الأكتاف بلا شفقة. كان أمين عام تنظيم الحزب الحاكم في مصر ينفق الملايين في الانتخابات. يفوز الحزب الحاكم على طريقته المثيرة، فيسترد أحمد عز أمواله من خلال رفع سعر الحديد بلا مبررات اقتصادية مفهومة وطنيا وأخلاقيا في سوقه المحتكرة.

فقد الجنيه المصري في ست سنوات 50 بالمائة من قيمته. ازداد معدل النمو في مصر لكن التنمية ظلّت في مراحلها الجنينية، في حين سجلت الأمية في مصر 45 بالمائة، وهي نسبة يصعب تماماً تخيلها في المجتمع المصري الذي تلقف قبائل العرب منذ جلاء الاستعمار ليعلمها الكتابة والقراءة والحساب.

لقد قدرت القيمة الإجمالية للقطاع العام المصري سنة 1994 بـ 100 مليار دولار، لكن جماعة جمال مبارك استحوذت عليها بـ31 مليار دولار. ومع اكتمال فعل الخصخصة قام التجار الجدد، المقربون من جمال، بتسريح عشرات الآلاف من الموظفين. انتفض المصريون في المحلّة، مدينة الصناعة المصرية، في العام 2008 ضد هذه الجماعة الطفيلية القاتلة. ولأول مرّة أسقطت صور مبارك من على الجدران وداستها الأقدام الفقيرة. لكن تلك الانتفاضة سرعان ما ذابت في الزحام. ساءت الأحوال في مصر على نحو لا يكاد يصدّق. المؤلفون المصريّون الشباب صرخوا بلوعة "مصر دي مش أمّي، دي مرَت أبويا" كما كتب أسامة غريب: جملكوية مبارك، كرت أحمر للرئيس، مقالاتي عن عصر مبارك ومصره، مالت عليك حيطة، عشان ما تتضربش على قفاك، اختطاف الدولة، اعترافات ضابط شرطة في مدينة الذئاب، ربع قرن من الفساد، عمارة يعقوبيان، لماذا لا يثور الشعب المصري،.. إلخ. كل هذه العناوين صدرت عن دور نشر في مصر، وتلقفها الجمهور المصري ووعاها. وعاها جيداً، ونحن ندرك الآن أنه قد فعل ذلك حقاً. دخلت السينما في السباق، رفعت شعار التنبيه: هي فوضى، حين ميسرة، 789. لم تفلح تلك المعالجات الفنّية، التي وصفها النقاد المصريّون بالشديدة السطحية، في تبرير سوء الأوضاع عبر تبرئة جناب الرئيس كما في فيلم «طباخ الريّس». لقد كانت مصر تسقط إلى الأسفل، تغرق إلى القاع، حتى أصبح المصرّي في الفصل قبل الأخير يتبرّأ من جنسيته. يعترف مفكّر مصري مرموق بهذه الواقعية في معرض استعادته لثقته ويقينه بمصريّته.

كان واضحاً أن جماعة جمال مبارك في طريقها إلى الاستحواذ على مصر. أما الإشاعات في مصر فقد تحدثت –مسنودةً بجزء من الحقيقة- عن تخصيص قناة السويس لصالح بعض أفراد هذه الجماعة. لقد شاهد الشعب المصري رئيسه وهو يوجه الحكومة لتغيير القوانين في خلال 48 ساعة من صدور حكم قضائي ضد أرض "مدينتي" التابعة لأحد رجال النجل. لكنه تجاهل بكل سخرية آلاف الأحكام القضائية الصادرة ضد أفراد نظامه، على وجه التحديد: 460 حكماً صادراً عن المحكمة الإدارية ضد فوز460 نائباً تابعاً لحزب جمال مبارك في البرلمان الجديد! و92 حكماً عن المحكمة الإدارية العليا تصف الانتخابات الأخيرة بالباطلة قانونياً. فقط 20 عضواً أفلتوا من الطعن، لكن البرلمان برمته سقط في فخ اللاشرعية. النظام المصري يوغل في حقبة اللاشرعية، والشعب المصري يحضّر ليوم الحساب. إنها معركة غير مرئية استمرت لسنوات طويلة، يجري الآن فصلها الأخير.

أسوأ من هذه الصورة الإجمالية، فقد عدّل 33 مادة دستورية في 2005 دون أن يشرك أحداً سوى الجماعة الطفيلية المباركية. أهم هذه المواد الدستورية المعدّلة هي المادة 76 المتعلقة بانتخاب رئيس الجمهورية. إذ صيغت هذه المادة في 150 كلمة، ثلاث صفحات. قال عنها فقهاء الدستور المصريون إنها أطول مادة دستورية في تاريخ العالم. أما السياسيون المصريون فيقولون إنها المادة «67» في إشارة لعام النكسة. بعد جدل التعديلات الدستورية ذهب مبارك إلى عمل استفتاء على هذه التعديلات، قال عنه القضاء المصري إنه باطل لأن نسبة الذين اشتركوا فيه لم يتجاوزوا 3 بالمائة، لكن "رزية"

مبارك تحدثوا عن 84 بالمائة، وسخر مبارك من ذلك كلّه. سخر بثقة وفخار، لكنّه الآن يتمنّى لو أنه تريّث كثيراً قبل أن ينظر إلى الأمر بحسبانه مادة جيّدة للسخرية والاسترخاء.

كان مبارك يسخر من كل هذه النتائج الكارثية التي ينجزها نظامه على الأرض. وفي كل خطاباته لا يفتأ يتحدث عن شباب مصر الذي هو "أعز ما يملك" مع أنه نظامه قد فعل بهذا الشباب أموراً لا يمكن اعتبارها "شرعية" بالمرّة، وبدا أن مصر بالفعل قد فقدت «أعز ما تملك».

قال له موالسوه وهم يعلنون انتهاء المهمّة الانتخابية الأخيرة: لقد شكّلت المعارضة برلماناً شعبياً، فهز رأسه بكبرياء وثقة: خليهم يتسلّوا. لم يمض وقت طويل حتى يكتشف مبارك أن التسلية كانت خشنة للغاية، وأن فوزه المريح بتلك الطريقة غير المريحة قد فتح أمامه طريقاً إجباريّاً حددته الجماهير المصرية بهتاف: "خر طلعة جوية، حتكون عَ السعودية" لقد غمزوه في «أعز ما يملك» في سجله الوطني: قيادته للضربة الجوية الأولى ضد إسرائيل في حرب 73، ودلّوه على مآله الأخير: إقامة أبدية في منتجع سعودي شديد الحرارة.

ذات مرّة قبل عامين، كان يقهقه وهو يتبادل النكات مع ولديه. أمر الجيش بالتفرّغ لإمداد الشعب بـ«العيش البلدي» بعد أن دخلت مصر التي صنعت أول مفاعل نووي سنة 1955 بعد الاتحاد السوفيتي بسبعة أعوام، في «أزمة الرغيف». لم تكن هذه هي الإهانة الوحيدة التي سددها مبارك للمؤسسة العسكرية لتي يعشقها المصريّون، ويرددون لأجلهاحتى هذه الساعة تلك المقطوعات الغنائية الرائعة التي تلقفوها من حنجرة الست وحليم في تلك الأيام التي يسمّونها «الزمن الجميل». يغنون لأجل ذلك الجيش الذي أنجز في حرب الاستنزاف شرفاً يتذكره كل أبناء الشعب المصري. لم يكن غريباً، إذن، أن يتكدس المتظاهرون طيلة كل هذه الأيام في ميدان، وأمام تمثال عبد المنعم رياض، أشهر شهداء حرب الاستنزاف. على بعد أمتار قليلة من تمثال القائد العسكري «رياض» (لذي طالته النيران الإسرائيلية في العام 1969) دنا أول عملية تلويح، وأكبر زغرودة أطلقها المتظاهرون لوصول أول مدرّعة من الجيش المصري. إنه التاريخ والحاضر. لكن دعونا نتذكر جيدا العام 1969 الذي شهد رحيل المناضل الكبير عبدالمنعم رياض. ففي ذلك العام سمع المصريون لأول مرّة أغنية: والله زمان يا سلاحي، خلي السلاح صاحي. لتحدث الكارثة بعد أربعين عاماً على يد رجال جمال مبارك الذين أصبحوا يمتلكون كل شيء في مصر. لقد سمحوا لأنفسهم أن يستخدموا أغنية حرب الاستنزاف «خلي السلاح صاحي» في إعلان فياغرا على شاشة التلفزيون! كانت مصر تتهدم، وكان رجال جمال مبارك يحصدون مليارات الجنيهات كل عام. مشهد شبيه بعزف الأوركسترا على سفينة تايتانك الغارقة. أما جمال مبارك، الرجل الذي يبغضه المصريون بوحشية، فقد شارك في هذه الوليمة لدرجة أنه أشترى ديون مصر في عملية شديدة التعقيد والفساد.

تبادل المصريّون سيولاً من النكات المرّة التي كانت تعبّر عن موقف احتجاجي شديد السلبية والعدوانية ضد النظام الحاكم. لقد رحل المفكر المصري الكبير عبدالوهاب المسيري قبل أن ينجز عمله الأخير الذي تصدّى من خلاله لمتابعة هذا اللون الاحتجاجي المصري. ففي لحظة صفاء، تقول النكتة المصريّة، نظر حسني مبارك لأحد مستشاريه وسأله «أخبار الشعب إيه؟» رد عليه: بيأكلوا الزلط (الحصى) يا فندم. وبكل حزم يقول مبارك لمستشاره: ادّي توكيل الزلط لابني علاء!! نفس الفكرة، نفس اللغة، نفس الموقف النفسي والسياسي تجاه أشخاص عند نفس الدرجة من الحاكم: عائلة ليلى طرابلسي في تونس، قصي وعدي في العراق، والحبل على الجرّار.

ما فعله مبارك بمصر هو أنه «خربها وقعد على تلّها» كما يقول المصريّون. ففي ندوة علمية في جامعة القاهرة قبل عامين، يتحدث رئيس لجنة التعليم في مجلس الشورى: إن التعليم في مصر أصبح كارثة. أما رئيس مجلس الشعب المصري فقد اعترف من على منصة البرلمان أنّه يخاف على أبنائه من التعليم في مصر، لذا فهو يرسلهم إلى أوروبا. يوماً ما قال التلفزيون المصري إن انتقاد سياسة مصر يقف وراءها «الحاقدون على مصر». لكن صحيفة الدستور، عبر رئيس تحريرها السابق، كتبت جملة من التساؤلات عن سبب الحقد المفترض، هل هو بسبب وصول مصر في عهد مبارك لدرجة أنها تشحذ العبّارات من السعودية والقمح من الإمارات والفلوس من أميركا؟ أم بسبب ارتفاع معدلات التهاب الكبد الوبائي، وفشل الكلى وعضلة القلب، وداء السكّري لمستويات غير مسبوقة عالميّاً؟ مضت الصحيفة في التساؤلات، وكانت مؤلمة ومخيفة.

يقرأ المصريون كتاب «رحلة إلى الحجاز» لإبراهيم المازني. إنهم يجدون فيه تلك الوقائع التاريخية التي على شاكلة تدافع أطفال السعودية، بمناظرهم الرثة المثيرة للشفقة، إلى البحر لمجرّد رؤيتهم لمنظر سفينة قادمة من مصر، علّهم يجدون على ظهر السفينة من سيلقي إليهم بالفلس أو الفلسين! يسرد المازني شيئاً كثيراً عن مصر الكبيرة وهي تنظر بعطف لإشقائها الجياع. الجياع الذين أصبحوا الآن يطعمونها ويسقون. يقرأ الجيل المصري الجديد هذا التاريخ ويقرّر في ضميره أموراً بالغة الحزم. إنكم ترون كل هذا التراكم من الإحساس بالإهانة وفقدان الأمل والإحباط واليأس، مختلطاً بعريضة تاريخية بليغة تقول إن مصر «أم البلاد». هذا ما سيجعل الثورة مشتعلة، وبلا يأس. إنهم ينتفضون ضد دفن تاريخهم الكبير: 7 آلاف سنة من عمر الدولة، صانعة المدينة والعمران، وملهمة الإنسان الأبجدية الأولى في الطب والنبوّة والكتابة.

هاهم يخرجون الآن من أسرهم التاريخي بلا هوَادة ضد أن تتحول الامبراطورية المصرية إلى حارس مهين يلاحق عبوات البوتاغاز وأكياس الدقيق في أنفاق رفح. قبل ثلاثة أعوام عرضت القناة العاشرة، الإسرائيلية، فيلماً وثائقياً بعنوان «روح شاكيد». في الفيلم تقوم وحدات من الجيش الإسرائيلي بقيادة بنيامين بن إليعيزر، عقب هزيمة مصر في 67، بقتل حوالي 250 أسيراً مصريّاً دهساً بالدبابات ومسحاً بالدم البارد. بعض هؤلاء الجنود دفنوا أحياءً. بعد أشهر قليلة زار «بن إليعيزر» مصر، واستقبله مبارك مستهيناً بذلك الموقف الشعبي العارم الغاضب المستثار المطعون في شرفه وكبريائه. موقف لم يجد من بد أمام بلادة وعناد مبارك سوى أن «يستحلفوه بالله» أن لا يفعل. لكنه فعل. لقد فعل بنفسه، وهو يستقبل سفاح إسرائيل المطلوب قضائياً لدول أوروربية، أموراً قاسية لم يتخيلها قط، لكنه الآن يفعل. شاهد المصريّون هذا الفيلم وأرادوا أن يقولوا أمراً ما. لكن الحارس الأمين، نظام مبارك، كتم كل تلك المهانة في الصدور، وابتلع الجمهور المصري إهانة شديدة التأثير. مبارك لوحده لم يكن بمقدوره أن يتخيل مآلات مثل هذه الإهانة، وكيف يمكن للاوعي المصري أن يحوّلها وضد من، ومتى؟ راقبوا ميدان التحرير الآن جيّداً.

لقد رأيناه، والثورة المصرية تذهل الدنيا، يغيّر بعض الوزراء، ويعد بإصلاحات سياسية واقتصادية. لم يكن قد وعى الدرس المعقد، لذلك طلع على المصريين بخطاب وصفه مثقف مصري بأنه شبيه بخطاب يلقى أمام جمعية عمالية أو عمال في مصنع. إنه لم يعِ بعد أن الكرامة المصريّة التي هتف بها الملايين تتعلق مبدئيّاً بموضوع قوة مصر خارج حدودها، بدالّة السياسة الخارجية، بذلك المتغير شديد الحساسية: الكبرياء القومية. جزء كبير من الموضوع قيد النزاع التاريخي لا علاقة له برغيف الخبز والبطالة، بل بالكبرياء الوطنية، بقيمة مصر التاريخية. قررت الجماهير أن تسترد دولتها، تعيد تعريفها إلى العالم كما يليق بها تاريخياً وراهناً. إن شعباً ما لا يمكنه أن يحب قائداً تلعنه شعوب العالم وتصفه بأرذل الصفات، بينما يصفه قادة العالم بلؤم شديد بأنه صمام أمن الشرق الأوسط، أي: قفازات دولة إسرائيل النووية في منطقة شديدة التوتر. إنه لا يمثّلنا، يردّ الشعب المصري الآن على شعوب العالم. يرفعون أصواتهم من الميادين والشوارع بأغنيتهم النقية: المصريّين أهمّه. نحنُ أحرار، وهذا الحاكم مجرّد رهينة في قبضة قوى كبرى أفهمته أن بقاء الحكم في سلالته مشروط بتبنيه ورعايته لمسوّدة مشاريعها الدولية والإقليمية. هذا ما حدث مع مبارك في متتالية كبيرة من القضايا العربية والإسلامية الحديثة. ففي لقاء شهير مع الإعلامي عماد الدين أديب، 2005، ربط مبارك بكل وضوح بين موقفه من حرب العراق سنة 1991 وبين «30 مليار دولار احتياطي نقدي» تتمتع به مصر! هذا الحديث ليس للإثارة الجماهيرية السطحية، بل للتاريخ. ربما أن العلاقة بين موقف مبارك السياسي من حرب عاصفة الصحراء –وهو موقف يمكن إدانته بطرق عدّة- وبين هذا الاحتياطي النقدي ليست علاقة مؤكّدة، لكن مبارك فضّل أن يشير إلى علاقة كهذه لأسباب يخمّنها المصريون ويفهمونها جيّداً. يوماً ما، عندما كانت إسرائيل تحرّق غزة وكان إعلام مبارك يقف بكل صراحة وبلا دبلوماسية ولا أخلاق ضد فلسطيني غزّة، متهما إياهم باستفزاز إسرائيل واستعمال الأنفاق لتهريب الأطفال والعاهرات والمخدرات.. في ذلك المشهد التاريخي الخانق قال الموسوعي المصري محمد عمّارة: إن الرئيس مبارك ينطبق عليه قول الله تعالى «أينما توجهه لا يأت بخير»!

يمكن أن يقال الكثير الذي لا ينتهي عن حسني مبارك وعصره ومصره. وأكثر منه عن الثورة العظيمة فاتحة الحرية في حزام من الكوارث يبتدئ مراكش ولا يكاد ينتهي في صنعاء. لكن، لا بد لهذا الحزام أن يتمزّق إرباً إرباً. لقد فهمته الشعوب جيّداً، وستتعامل معه كما يجب. انتهى الدرس يا غبي، وابتدأت اللعبة الأخيرة..
المصدر أونلاين

0 التعليقات:

إرسال تعليق

نسايم : الشرق